أن تتشابه فساتين النجمات في مناسبات مختلفة أمر بات طبيعياً لا بل عادياً بعد أن إزداد عدد الفنّانات بكثرة على الساحة الفنيّة، ومن المعروف ان الماركات العالمية، التي تحرص النجمات على إرتداء منتجاتها لمستلزمات "البريستيج" والمظاهر المترفة، تعرض في "بوتيكاتها" عدداً محدوداً من الموديلات التي تشكّل مجموعة هذه الدار أو تلك المخصّصة لكلّ موسم، وغالباً ما تبرز بين كلّ مجموعة أزياء قطعة أو إثنتان تلفتان الإنتباه وتتميّزان بمستوى راق في التصميم والتنفيذ، وطبعاً تكونان الأغلى ثمناً، وهذه القطع هي غالباً ما تلتفت إليها نجمات الفنّ.

قد يحصل الأمر بمحض الصدفة، خصوصاً وأنّ دور الأزياء كثيرة، ومتعدّدة، ولكن أن يتكرّر الأمر لأكثر من مرّة، عندها تصبح الفنّانة موضع شكّ، وتدعونا للظنّ أنّها لا تقع في فخّ التكرار عندما ترتدي أزياء سبق لزميلاتها أن إرتدينها قبلها، بل هي فعلاً تغار منهنّ، لا بل كما يقول المثل المصريّ "عينيها هتطلع على حاجة غيرها"، وكلّ ما رأت قطعة جميلة على جسد إحدى زميلاتها سارعت إلى إقتنائها للظهور بها وإشباع غيرتها المرضيّة.

هذا بالضبط ما خلصنا إليه بعد أن رأينا النجمة اللبنانيّة إليسا تحيي حفلاً في موناكو بفستان زهري جميل جداً، وللوهلة الأولى عندما نظرنا إلى الفستان شعرنا بأنّه ليس غريباً علينا، وما هي سوى لحظات لنتذكّر بأنّ الفستان نفسه تأّلقت فيه قبلها شمس الأغنية اللبنانيّة نجوى كرم في كليبها الأخير الذي صوّرته مع المخرج سعيد الماروق لأغنية "هيدا حكي".

ونجزم بأنّ الأمر لم يحصل مع إليسا بمحض الصدفة، بل هي المرّة العاشرة، إن لم تكن المئة التي تقلّد فيها إليسا زميلاتها النجمات بإرتداء فساتيهنّ، أو إعتماد "اللوك" الخاص بهنّ، وأضعف الإيمان بتقليد أسلوبهنّ في الأزياء. وهذا ما جعل نجوى كرم آخر ضحايا إليسا التي وعلى ما يبدو أنّ حنقها يدفعها لتقليد زميلاتها بكلّ وقاحة وعلى طريقة "على عينك يا تاجر"، ودون أن يرفّ لها جفن.

ولإليسا حكاية طويلة مع تقليد فساتين النجمات، فبعد أن صوّرت هيفا كليب "بوس الواوا" بفستانها الأحمر، سارعت إليسا إلى إرتدائه في حفل لها قبل نزول كليب هيفا، ولكن بعد إنتشار صوره في كل الصحف والمجلات، الأمر نفسه حصل مع نانسي عجرم ا لتي قلّدتها إليسا بإرتداء فستان يحمل نقشة "جلد النمر"، ومؤخراً إرتدت في كليبها الأخير "لو تعرفوه" فستاناً فضيّاً سبق ان أرتدته النجمة اللبنانية مي حريري في حفل لها.

يبقى حال ضحايا إليسا من النجمات اللبنانيات أرحم "بمليون سنة" من ضحيّتها التي أمعنت في تقليدها إلى حدّ الإستنساخ، وهي النجمة العالميّة جينيفير لوبيز، التي وعلى ما يبدو أنّ إليسا تمشي في ظلّها "بالملي"، فتسارع إلى تقليدها في أي فستان ترتديه بإقتناء نظيره، أو أي صورة تنفذّها بإستنساخها بكلّ التفاصيل، او أي لوك تعتمده بإعتماد شبيهه، وإذا لم توفّق النجمة بإيجاد البديل المطابق تعتمد الأسلوب نفسه في الأزياء، وتقليد إليسا الأعمى للوبيز يظهر مع الصور المرفقة مع هذا الموضوع، والتي تنتشر في كلّ المنتديات على شبكة الإنترنت، ما يكشف ضحك إليسا على جمهورها وإستخفافها بعقولهم، تماماً كما تختبئ النعامة في حفنة من التراب.

عيب آخر يضاف إلى عيوب إليسا الكثيرة، وبإنتظار أن تقتنع إليسا بضرورة التخلّي عن غيرتها المرضيّة من زميلاتها، وتقليدها الأعمى لهنّ، يزداد التساؤل حول مدى إمكانية إستمرار إليسا هذه الشخصيّة الفريدة بمزاجيتها، وسلبياتها على الساحة الفنيّة، بعدما كثر أعداؤها، وكثرت خلافاتها، وإستنساخاتها أيضاً!