علي سعد الموسى
إعلان: إلحاق العمالة السعودية بالخارج
إعلان: إلحاق العمالة السعودية بالخارج
يتحدث وكيل وزارة العمل بدولة الإمارات العربية الشقيقة عن الأولوية للسعوديين لشغل مليون وظيفة في بلده مثلما تتحدث وزارته عن تدشين مكاتب توظيف في العواصم والمدن الخليجية من أجل هذه الأولوية. وبقدر ألمي وأنا أقرأ تصريح سعادته فيما بين الأسطر، بقدر ألمي وأنا أتخيل في مقبل الأيام أن أشاهد على نواصي شوارعنا ذات اللوحات التي أشاهدها في بعض العواصم المجاورة تحت اسم: إلحاق العمالة (....) بالخارج.
في بلدنا عشرة ملايين وافد أجنبي بين نظامي وبين مخالف لقوانين الاستقدام، وكلنا نعرف أن السواد الأعظم منهم في الخانة الأخيرة حتى بطرق ملتوية ظاهرها نظامي وباطنها مستتر مستهتر.
والمؤسف أننا ننتظر قرارات التصحيح فتأتي أو لا تأتي وإن أتى بعضها فعلى استحياء لا تتعدى قيمته الأحبار والورق، وها نحن أمام الحقيقة الصارخة في إعلان دولة مجاورة تطلب مليون عامل سعودي وهي التي لا تناهز في ناتجها المحلي حجم مدينة سعودية مثل الرياض، ناهيك عن المقارنة مع ميزانياتنا بفوائضها وورقها الاستثماري الضخم.
أين تكمن المشكلة بالتحديد؟ في محددات كثيرة لعل أبرزها نظام العمل وساعاته بالتحديد التي جعلت سوقنا الضخم بالمقاس والتفصيل مناسباً للوافد الأجنبي ليسرح فيه ويمرح طوال ساعات اليوم بليله ونهاره. في كل العالم بدوله التي تحترم أنظمة العمل وساعاته يبدأ دوام المؤسسات والأسواق عند التاسعة صباحا ويقفل بحسب التدرج ما بين الخامسة ثم السادسة وأخيرا عند الثامنة مساء بحسب الحاجة لنوعية السوق وطبيعة الخدمة. هنا تزخر بعض الشوارع بعشرات الصيدليات التي تعمل على مدار الساعة وكأن البلد في حالة طوارئ تحت وطأة كارثة وباء مرضي. لا شيء اسمه صيدلية مناوبة. هنا، وفي ناصية شارعنا بالضبط، يعمل صاحب البنشر حتى الثانية بعد منتصف الليل ومثله يعمل دكان الخضار، وصاحب الشاورما وركن المقهى وصاحب البقالة، بل حتى صالون الحلاقة، فمن هو السعودي الذي يستطيع منافسة هؤلاء، ناهيك عن السؤال الجوهري: ما هي المصلحة من فتح "البنشر" وكل ما كان على شاكلته بعيد أذان العشاء؟ هذا سوق مصمم لوافد آسيوي مقطوع هنا من شجرة ليصبح له "الدكان" نمط حياة ورزق ونوم، ناهيك مرة أخرى عن الضريبة الاجتماعية القاسية التي تسبب فيها السوق المفتوح على مدار الساعة على أجيالنا التي اختلط لديها الليل بالنهار فلم تعد تقدس قيم أسرة ولا توقيت مبيت ولا استعداداً ذهنياً لعمل. شبابنا بالملايين يتسكعون بالشوارع حتى هزيع الفجر في ضيافة هذه الدكاكين وغداً إن لم نتدارك الوضع ستعمل مكاتب إلحاقهم عمالة بالخارج على مدار الساعة.
جريدة الوطن
في بلدنا عشرة ملايين وافد أجنبي بين نظامي وبين مخالف لقوانين الاستقدام، وكلنا نعرف أن السواد الأعظم منهم في الخانة الأخيرة حتى بطرق ملتوية ظاهرها نظامي وباطنها مستتر مستهتر.
والمؤسف أننا ننتظر قرارات التصحيح فتأتي أو لا تأتي وإن أتى بعضها فعلى استحياء لا تتعدى قيمته الأحبار والورق، وها نحن أمام الحقيقة الصارخة في إعلان دولة مجاورة تطلب مليون عامل سعودي وهي التي لا تناهز في ناتجها المحلي حجم مدينة سعودية مثل الرياض، ناهيك عن المقارنة مع ميزانياتنا بفوائضها وورقها الاستثماري الضخم.
أين تكمن المشكلة بالتحديد؟ في محددات كثيرة لعل أبرزها نظام العمل وساعاته بالتحديد التي جعلت سوقنا الضخم بالمقاس والتفصيل مناسباً للوافد الأجنبي ليسرح فيه ويمرح طوال ساعات اليوم بليله ونهاره. في كل العالم بدوله التي تحترم أنظمة العمل وساعاته يبدأ دوام المؤسسات والأسواق عند التاسعة صباحا ويقفل بحسب التدرج ما بين الخامسة ثم السادسة وأخيرا عند الثامنة مساء بحسب الحاجة لنوعية السوق وطبيعة الخدمة. هنا تزخر بعض الشوارع بعشرات الصيدليات التي تعمل على مدار الساعة وكأن البلد في حالة طوارئ تحت وطأة كارثة وباء مرضي. لا شيء اسمه صيدلية مناوبة. هنا، وفي ناصية شارعنا بالضبط، يعمل صاحب البنشر حتى الثانية بعد منتصف الليل ومثله يعمل دكان الخضار، وصاحب الشاورما وركن المقهى وصاحب البقالة، بل حتى صالون الحلاقة، فمن هو السعودي الذي يستطيع منافسة هؤلاء، ناهيك عن السؤال الجوهري: ما هي المصلحة من فتح "البنشر" وكل ما كان على شاكلته بعيد أذان العشاء؟ هذا سوق مصمم لوافد آسيوي مقطوع هنا من شجرة ليصبح له "الدكان" نمط حياة ورزق ونوم، ناهيك مرة أخرى عن الضريبة الاجتماعية القاسية التي تسبب فيها السوق المفتوح على مدار الساعة على أجيالنا التي اختلط لديها الليل بالنهار فلم تعد تقدس قيم أسرة ولا توقيت مبيت ولا استعداداً ذهنياً لعمل. شبابنا بالملايين يتسكعون بالشوارع حتى هزيع الفجر في ضيافة هذه الدكاكين وغداً إن لم نتدارك الوضع ستعمل مكاتب إلحاقهم عمالة بالخارج على مدار الساعة.
جريدة الوطن
This entry was posted
on 12:18 e pasdites
and is filed under
info
.
You can leave a response
and follow any responses to this entry through the
Abonohu te:
Posto komente (Atom)
.
مساء الخير
حبيبتي المواطن السعودي ولد وأمة تراعية وابوة يداريه فلا يمكن أن ينجح زيه زي المواطن الاجنبي المتعود منذ صغرة على خدمة نفسة بنفسة .
لكن متى السعودي راح يصبح مثلة مثل الاجنبي >>>>> الحاجة هي اللي راح تجبرة ان يعمل لاوقات مختلفة وبدوام يلزمة ويبعدة عن الترفية والاهل. .